مرتين إلى صيغة " فُعال ومَفعل " . </SPAN>
فإذا قلنا : جاء الطلبة أُحاد ، أو موحد . كان أصلها التي تم العدل عنه : </SPAN>
جاء الطلبة واحدا واحدا . ووزعنا التلاميذ على لجان الاختبار عشرة عشرة . </SPAN>
72 ـ ومنه قوله تعالى : { جاعلِ الملائكةِ رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع }1 </SPAN>
ب ـ الصفة المعدولة عن صيغة " آخر " إلى " أُخَر " على وزن " فُعَل " بضم الفاء وفتح العين . وهي وصف لجمع المؤنث . </SPAN>
نحو : وصلتني رسائلُ أُخرُ . وأرسلت برسائل أُخرَ . </SPAN>
73 ـ ومنه قوله تعالى : { فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أُخر }2 </SPAN>
فـ " أُخر " جمع " أُخرى " مؤنث " آخر " وهو اسم تفضيل على وزن " أفعل " وأصله " أأخر " ، إذ القياس فيه أن يقال : قرأت رسائل آخر . </SPAN>
</SPAN>كما يقال : قرأت رسائل أفضل . بإفراد اسم التفضيل وتذكيره لتجرده من " أل " والإضافة ، لذلك كان جمعه في قولنا : قرأت رسائل أُخر ، إخراجا له عن صيغته الأصلية ، وهذا هو المقصود بالعدل . </SPAN>
ثالثا ـ الأسماء الممنوعة من الصرف لعلة واحدة سدت مسد علتين :</SPAN>
1 ـ الاسم والصفة المختومة بألف التأنيث المقصورة .</SPAN>
نحو : سلمى ، وذكرى ، وليلى ، ودنيا ، ورضوى ، وحبلى ، ونجوى . </SPAN>
74 ـ ومنه قوله تعالى : { ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى }3 . </SPAN>
وقوله تعالى : { ونزلنا عليكم المن والسلوى }4 . </SPAN>
ويستوي في الاسم المقصور منعا من الصرف ما كان اسما نكرة ، نحو : ذكرى ، نقول : له في خاطري ذكرة حسنة . </SPAN>
ــــــــــــــــ</SPAN>
1 ـ 1 فاطر . 2 ـ 184 البقرة .</SPAN>
3 ـ 69 هود . 4 ـ 80 طه .</SPAN>
</SPAN>
أو معرفة ، نحو : ليلى ، ورضوى . نقول : مررت برضوى . </SPAN>
أو مفردا كما مثلنا ، أو جمع تكسير ، نحو : جرحى ، وقتلى . </SPAN>
نقول : سقط في المعركة كثير من الجرحى . </SPAN>
أو صفة ، نحو : حبلى ، نقول : وفروا للحبلى قسطا من الراحة . </SPAN>
فجميع الكلمات السابقة بأنواعها المختلفة ممنوعة من الصرف لعلة واحدة ، وهي انتهاؤها بألف التأنيث المقصورة ، وقد سدت هذه العلة مسد علتين . </SPAN>
العلة الأولى : مشاركتها للتاء في الدلالة على التأنيث . </SPAN>
والثانية : لأن الألف لازمة لا تتغير من آخر الكلمة ، فهي تصير مع الاسم كبعض حروفه ، بينما التاء لا تكون لها تلك الميزة . </SPAN>
2 ـ الاسم ، أو الصفة المنتهية بألف التأنيث الممدودة ، ويستوي في ذلك الأسماء النكرة ، نحو : صحراء . نقول : مررت بصحراء قاحلة . </SPAN>
أو الأسماء المعرفة ، نحو : زكرياء ، نقول : سلمت على زكرياء . </SPAN>
أو الاسم المجموع ، نحو : شعراء ، وأصدقاء ، نحو : استمعت إلى شعراء فحول . </SPAN>
أو الوصف المفرد ، نحو : حمراء ، وبيضاء . </SPAN>
75 ـ نحو قوله تعالى : { اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء }1 . </SPAN>
وقوله تعالى : { يطاف عليهم بكأس من معين بيضاء لذة للشاربين }2 . </SPAN>
يقول ابن الناظم " وإنما كانت الألف وحدها سببا مانعا من الصرف لأنها زيادة لازمة لبناء ما هي فيه ، ولم تلحقه إلا باعتبار تأنيث معناه تحقيقا أو تقديرا ، ففي المؤنث بها فرعية في اللفظ ، وهي لزوم الزيادة حتى كأنها من أصول الاسم ، فإنه لا يصح انفكاكها عنه ، وفرعية في المعنى وهي دلالته على التأنيث . </SPAN>
ويقول ابن السراج " وكل اسم فيه ألف التأنيث الممدودة ، أو المقصورة فهو غير مصروف ،</SPAN> </SPAN>
ـــــــــــــ</SPAN>
1 ـ 32 القصص . 2 ـ 46 الصافات .</SPAN>
معرفة كان أو نكرة ، فإن قال قائل فما العلتان اللتان أوجبتا ترك صرف بشرى ، وإنما فيه ألف للتأنيث فقط ؟ قيل : هذه التي تدخلها الألف يبنى الاسم لها وهي لازمة وليست كالهاء التي تدخل بعد التذكير فصارت للملازمة والبناء كأنه تأنيث آخر " (1) . </SPAN>
ويشترط في ألف التأنيث الممدودة إلى جانب لزومها كي يمنع الاسم بسببها من الصرف ، أن تكون رابعة فأكثر في بناء الكلمة . </SPAN>
نحو : خضراء ، وبيداء ، وهوجاء . </SPAN>
فإن كانت ثالثة فلا تمنع معها الكلمة من الصرف . </SPAN>
نحو : هواء ، وسماء ، ودعاء ، ورجاء ، ومواء ، وعواء ، وغيرها ، نقول : هذا هواءٌ بارد . بتنوين هواء تنوين رفع . </SPAN>
ونقول : رأيت سماءً صافية . بتنوين سماء تنوين نصب . </SPAN>
ونقول : غضبت من عواءٍ مزعج . بجر عواء وتنوينها بالكسر . </SPAN>
أما كلمة " أشياء " فجاءت ممنوعة من الصرف على غير القياس . </SPAN>
76 ـ قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياءَ }2 . </SPAN>
وقد اختلف علماء النحو في علة منعها من الصرف : </SPAN>
1 ـ ذهب سيبويه والخليل وجمهور البصريين إلى أن علة منعها من الصرف هو اتصالها بألف التأنيث الممدودة ، وهي اسم جمع لـ " شيء " ، والأصل " شيئاء " على وزن " فعلاء " فقدمت اللام على الألف كراهة اجتماع همزتين بينهما ألف . </SPAN>
2 ـ وقال الفراء إن " أشياء " جمع لشيء ، وإن أصلها " أشيئاء " ، فلما اجتمع همزتان بينهما ألف حذفوا الهمزة الأولى تخفيفا . </SPAN>
3 ـ وذهب الكسائي إلى أن وزن " أشياء " : " أفعال " ، وإنما منعوا صرفه تشبيها له</SPAN> </SPAN>بما في</SPAN>
ــــــــــــــ</SPAN>
1 ـ الأصول في النحو ج2 ص83 . </SPAN>
2 ـ 101 المائدة .</SPAN>
آخره ألف التأنيث . </SPAN>
</SPAN>وأرى في جمع " أشياء " على أفعال هو الوجه الصحيح ، لأن مفردها " شيء " على وزن " فَعْل " المفتوح الفاء ، ومعتل العين ساكنها مثل " سيف " ، و" ثوب " ، وجميعها تجمع على " أفعال " . أما القول بأنها اسم جمع فلا أرجح هذا الرأي . </SPAN>
والقول بمنعها من الصرف تشبيها لها بالاسم الذي لحقته ألف التأنيث الممدودة فلا أرى هذا القول عادلا ، وإلا لوجب منع نظائرها نحو : أفياء ، وأنواء ، وأحياء ، وأضواء ، وأعباء . 77 ـ قال تعالى : { ألم نجعل الأرض كفاتا أحياءً وأمواتا }1 . </SPAN>
فأحياء غير ممنوعة من الصرف .</SPAN>
ونستخلص مما سبق : </SPAN>
1 ـ مشاركة الألف للتاء في الدلالة على التأنيث . </SPAN>
2 ـ لزومها للكلمة ، فهي لا تتغير من أخرها ، وأصبحت مع الاسم كبعض حروفه ، بينما التاء لا يكون لها تلك الميزة ، وهذه الزيادة اللازمة للبناء كأنها تأنيث آخر الكلمة . </SPAN>
3 ـ ما كان على صيغة منتهى الجموع " مفاعل ، ومفاعيل " وما شابهما ، وهو كل جمع تكسير في وسطه ألف ساكنة بعدها حرفان ، أو ثلاثة بشرط ألا ينتهي بتاء التأنيث ، أو ياء النسب ، ويستوي فيما اكتملت شروطه الاسم العلم ، نحو : شراحيل . نقول : تعرفت على شراحيل . </SPAN>
والاسم المفرد ، نحو : سراويل ، وجمعها سروالات . </SPAN>
ومنه قول ابن مقبل : </SPAN>
يمشي بها ذبّ الرياد كأنه فتى فارس في سراويل رامِحُ </SPAN>
أو ما كان فيه معنى الجمع ، إذ لا مفرد له من جنسه ، نحو : أبابيل . </SPAN>
78 ـ ومنه قوله تعالى : { وأرسل عليهم طيرا أبابيل }2 . </SPAN>
ــــــــــــ </SPAN>
1 ـ 77 المرسلات . 2 ـ 3 الفيل .</SPAN>
أما ما كان على وزن " مفاعل " ، وشبهها ، فنحو : مساجد ، ومنازل ، وحدائق . </SPAN>
نحو : يدرس الطلاب في مدارس كبيرة . </SPAN>
ومنه قوله تعالى : { إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله }1 . </SPAN>
وقوله تعالى : { والقمرَ نورا وقدره منازل }2 . </SPAN>
ومنه قوله تعالى : { إن للمتقين مفازا حدائق وأعنابا }3 . </SPAN>
</SPAN>وما كان على مفاعيل ، وما شابهها ، نحو : مصابيح ، ومناديل ، ومحاريث ، ومحاريب ، وسجاجيد ، وتماثيل . </SPAN>
79 ـ ومنه قوله تعالى : { وزينا السماء الدنيا بمصابيح }4 . </SPAN>
وقوله تعالى : { يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل }5 . </SPAN>
</SPAN>