غــــــــــــــربة الــــــــــــــروح في الكثير من الأحيان أنا أشبه الغربة بالمرض مرض لا ندري أين مصدر ألامه وأوجاعه ولا دواء محدد له بين الأدوية فلا الحبوب ولا الحقن ولا أي شيء من هذا النوع ولا طبيب مختص له لكي يعالجنا هذه هي الغربة في نظري فحين يبكيك ألم البعد عن الوطن وحين يحزنك فراق الأحبة ويجعلك تجلس مكتئباً في زاوية ما وحين تأتي الذكريات وتفصلك عن واقعك وحين .. وحين .. ولو أردت الحديث عن هذه الأعراض يمكن أن يستغرقني هذا الوقت الكثير والاف الأسطر ولهذا من الأحسن أن أذهب للحديث عن جانب آخر من الغربة لعلي آتي بالجديد لقوله وليس سرد ما نعرفه جميعاً أحياناً ونحن حتى عندما نعيش في بلداننا نشعر بغربة غربة هي ليست أقل ألماً بنظري من فراق الوطن والأحبة وهي عندما نكون غرباء عن أنفسنا حين لا يسكننا روحنا وتبتعد عن أجسامنا لا أقصد الفراق الأبدي والموت بل الانتماء للذات في أوقات كثيرة نرى أناس بلاهدف في الحياة ولانلاحظ فيهم أي سعي لتحسين اليوم أو الغد بلا ضحك وبلا احساس وبلا اجتهاد لتغذية النفس ليس كما يشتهي النفس بل كما يقول العقل لكي يتمكن هذا الفرد من الوقوف وبصلابة للتوجه نحو الآفاق البعيدة وليس الجمود والخمول والصمت فالجسد بدون الروح كتلة لا حول له ولا قوة والروح ميت اذا لم نحركه نحن ونشبعه أغلبنا نحتاج لثورة على أنفسنا على أجسامنا الجامدة ثورة لإرجاع الروح لأعمالنا وأفعالنا ثورة لإرجاع الأمل لنضيء به عالمنا الداخلي المظلم ثورة ضد الفراغ لملأ بيت العقل بالحكمة والأمل ثورة لمحو آثار الطلاق الذي حدث بين أجسامنا وأرواحنا لكي نعيش ككتلة مترابطة نعيش بكلنا لكي نكون متواجدين ويكون لنا حظور في اليوم والغد وهذا لن يحدث اذا بقينا في اليأس و أشلاء متجزئة تحت أمطار الحزن والكآبة الا اذا قمنا بلم شملنا من جديد فأنا انسان بجسدي وروحي وعقلي و ..... ولست كذلك بمجرد وجودي ككتلة جامدة سأترك بقية الحديث لكم ويمكن أن نكمل هذا الموضوع معاً عن طريق الكلام والتعبير عما في أعماقنا ولكم مني خالص المحبة والتقدير </TD></TR></TABLE>
الخميس 28 فبراير 2008 - 0:03
